ساهر الليل / رمضان الشافعي

سَاهِرٌ اللَّيْل . . . 

 

كَم يَطُول دُجَى لَيْلِي وعَيناهُ لَمْ 

تَعْرِفْ السَّهْد وَيَتْرُك فِى عَينِي السَّهَر . . . 

تَسْكُن الْأَفْئِدَة وفُؤاَدي مَا سَكَنَ 

وَطُوفاَن هـادِر وَظُنُونٌ كَـمَا الْمَطَر   . . . 

وَحُبّ تَمْلِك الْحَشَا وَتَعَاظَم حَتَّى

 سَرَىَّ بِدمَائِي ويَفُوح مِنْهُ كَمَا العِِطْر . . . 

وَأُقْسَم الْفُؤَاد أَنْ لَا يُقَاسِمُ هَوَاهُ أَىّ

هَوَى حِين صَفًّا بحبهِ وَعَزْف بِالْوِتْر  . . .

مَال ذَاك الْعِشْق مُعَذَّبٌ صَاحِبِه 

يُغْوِينِي وَأَقْصَر نَّهَاري وَلِيَلِي مَا قَصَّرَ . . . 

أغوَانِي بالأمانِى وَتَمَلُّك مِنِّي أَنْبَل

 الْأَشْيَاء وأعظَمِي وَسَمْعِيٌّ وَالْبَصَر.   . . . 

مَا عَرفَ الْفُؤَاد أَبَدًا بَهْجَة بِالْحَيَاة 

إلَّا حِينَ مَضَى حَبَّة بِالْفُؤَاد وَانْتَشَر   . . . 

زَرعتُه بِالْقَلْب وَنَبَت دَاخِلِيّ بِسَهوَة

 مَنِيٌّ فَهَلْ يَرْعَاه حَتَّى يَعْقِدَ الثَّمَر    . . . 

سَكْبٌ فِى كأسِي الْحَنيْن وَتَرَك 

طَيفه يُحاورني وَأَلْقَاه بِلَيْل وَسِحْر  . . . 

زَادَت وأثخَنَت أَشْواقِه فِى جِرَاحٌ 

المَاضِى لَيْت يَقْتَرِب لِتَكُفّ يَد الْقَدْر . . . 

وسَأظَل أرسُمك بِدفَاتِري وَاكْتُب

 وَأنْثُر رَحِيقٌ هَمسِي عَلىَّ وَجه الْقَمَر . . . 

حُبّنَا الَّذِى طَاب لَنَا أزهَرهُ قَدْ نَمَا 

حَتَّى مَلأَ الْكَوْن فأَطَاح بِالنَّوْم وَكَبَّر . . . 

أهزِى بِك عِشقً بِالْقَلْب قَد وَقَر 

وَسَكَنَت الْفُؤَاد وَتَرَكْت جَمِيل الْأَثَر  . . . 

 

(فارس القلم) 

بقلمى / رَمَضَان الشَّافِعِىّ . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة/ذكريات ورياح 💎 بقلم /طارق حسن السقا 💎

قصيدة/خاب فيك ظنى 💎 بقلم /طارق حسن السقا 💎

سهد وسهاد /راويه عقرباوي