مساء الخير / نجاح نقولا كسيري

 مساء الخير

بأمسيتي هذه .من شرفة منزلي المتواضعة . تكون جلستي.

 الظلام مخيم حالك إلا من ضوء السيارات العابرة تكشف ذلك الظلام.   

موبايلي القديم فيه اغنيات  قديمة وحديثة

كل مساء احب ان اجلس على شرفتي واستمع لتلك الاغنيات

  .. كم من ذكريات تحيا مع كل اغنية اسمعها  استحضر ذكرياتي مع احبتي اتنفس الصعداء

اجول بناظري إلى السماء احاكي النجوم باسمائها  يالروعتها تسكن بقصرها لها مطلق الحرية بأن تشع لتمنح الامل لكل ناظر إليها

 تخبو هنيهة لتستيقظ بنور وامل أكبر

صوت يأتي يتعالى... ربما صدى لتلك الاغنية ... عابر سبيل احب تلك الاغنية ودندن نغماتها

اتسامر مع ابنتي تشاركني بجلستي هذه..  تستسيغ السمع لتلك الاغنيات... اسرد عليها ذكريات عن ذلك الزمن الذي مازال بدفاتر الذاكرة يحيا بفكري

 اتذكر اثناء دراستي للتحضير لفحص الشهادة الثانوية 

احب الدراسة على سطح منزلنا في الليل يسود السكون والهدوء 

تطل عليه غرفتنا العلية.لها ذكريات مازالت حية بعالمي

بتلك الفترة كانت ساعلت اﻹضاءة قليلة كما الأن... تنقطع الكهرباء وعلى ضوء الكاز او ضوء الشموع  نقرأ

 . احمل الشمعة بيدي لادرس وتذوب الشمعة على حواف الكتب وعلى اصابعي تلسع

مازلت اتذكر كتاب الجغرافيا كيف اصبح سميك الحوافي من ذوبان الشمع

ابتسم لتلك الذكريات العفوية الجميلة .. مازالت حية بصنوق فكري

لم انسى صوت الاغاني الاتية من البعيد من السينما الوحيدة ببلدتي .دار الابرا.صوت ام كلثوم .عبد الحليم .فريد الاطرش

 اصواتهم لها قدسية واحترام 

الآن تغير كل شيء  والاذواق تبدلت وتغيرت 

لم تبق إلا الذكريات... والسكون المخيم والظلام الحالك من انقطاع الكهرباء

عواء الكلاب ومواء القطط وهدير السيارات لها نصيب من الذكريات بتلك الأمسيات

بقلمي نجاح نقولا كسيري