اما ان الاوان /بقلم بقلمي: نادية الأحولي
أما آن أوان الاكتفاء
===================
هائمة أنا بين أمواج الأنين... إلى أين؟... صمت أينما حللت... قبور... قبور... قبور... إلى أين مرساك يا سفني؟ تتقاذفك الأمواج... عواصف هوجاء أينما اتجهت...
اقْتُلعت أشرعتك!!! ضاع صوتي وسط هدير الأمواج... صفّرت الريح... حجبت الرمال بصيصا ينبعث من هاوية الرجاء... أصوات تنبعث من أعماقي... متداخلة... مبهمة... أجهلها... أذني صماء... وقلبي أصابه العمى... طريقي صحراء جرداء... تحفه المقابر... جثث ترمى هنا وهناك... طفل يبكي أمه... وآخر يتحسر عن أبيه... وأخت ثكلى تبكي أخاها... تردد مرثية الخنساء... كم صخرا صاروا؟ كم يعقوب فقد الرجاء... فما من قميص سأرميه ليرتد البصر... ولم تمر القافلة لتنقذ يوسف... حاولت أن أحول سفينتي فُلكا... لعله يتحقق المنى... وأحمل فيها من كل زوجين اثنين... بل ثلاثة... أربعة... أو ألف وألفين... ولكن!!... هيهات... هيهات... إنه الطوفان أغرقنا دون أن نلتفت إلى الوراء... ولا عصينا أوامر الأنبياء... وما قضمنا التفاحة... ولا ألقينا بأخينا في قاع البئر... وجاءت قافلة الموت تجول الأحياء... وتسحب ضحاياها عن عماء... أما آن أوان الاكتفاء.
بقلمي: نادية الأحولي
تعليقات
إرسال تعليق