تعجبني وانت الصديق /ربيع دهام
تعجبني وأنتَ الصديقُ
وتعجبني وأنتَ الحبيبُ
وتؤلمني حين عن نظري تبتعدَ
وتقنعني بأنّكَ غريبُ
وتعجبني وأنتَ
ضمّادةَ البُرْءِ لجَرْحي
وتؤلمني لمّا أملي
بودِّك يخيبُ
ولمّا تكونَ
لوعةَ الحزنِ لصدري
ووحدُكَ لصدري الطبيبُ
وأهرع إليك كالمطرِ ولا أجدكَ
قطرةٌ تبحثُ لها عن رملٍ
ووردةٌ
اشتاقَ لحُضْنِها الطِّيبُ
وأفتّشُ عنك في ظلِّ الأماكنَ
والنبضُ في فراقِ الحبِّ غضوبُ
هنا الدارُ تبكي من دونِكَ
هنا صمتُكَ ... صوتُكَ ...جنونُكَ
وهنا ...هنا
حتى جدار المنزلِ كئيبُ
ألا تسأل ماذا فعل العشقُ بعمري؟
ألا تسمع لهاثَ صدري؟
ألا تلاحظ كيف غزا شَعرِيَ الشِّيبُ؟
وأهرعُ كالقطِّ إلى غمدِ الزوايا
ويلاحقني
الشكُّ والظنُّ والريبُ
من تكون أنت يا رجل؟
وتدور على نفسِها الثواني
وعقلي على طيشِ قلبي حسيبُ
أأنت حبيبي؟ ... أأنت صديقي؟
أو أنت منقذي؟ ... أو أنت قاتلي؟
وأبحثُ كالبرقِ عن بوح أجوبتي
صبري
شرارةُ نجمةٍ تنفجرُ
وحبُّكَ
ناعسٌ في كهفه ... دبيبُ
وأضحك في سرّي وأبكي
وأضحك وأبكي
وأضحك وأبكي
وأبكي لأنك تؤلمني
وأضحك لأنك تعجبني
وتعجبني وأنتَ الصديقُ
وتعجبني وأنتَ الحبيبُ
وتؤلمني حين عن نظري تبتعدَ
وتقنعني بأنّكَ غريبُ
ألا تسأل ماذا فعل العشقُ بعمري؟
ألا تسمع لهاث صدري؟
ألا تلاحظ كيف غزا شَعرِيَ الشِّيبُ؟
وأبحث عن وجهي في بوحِ المرايا
وعيناك في عينيّ تُجيبُ
وأصرخُ من الفرحِ ... أقهقه:
" ها قد رجع الدفء لبيتي
ها قد عاد الحبيبُ"
وألملم روحي عن الرخامِ وأدمعُ
كمسيحٍ قتل حلمَه الصليبُ
وأفتح ذراعيّ كالطيرِ وأركض
وأركض ... وأركضُ
أركض إليكَ...إلى يديكَ
ويتناثر الزجاجُ
على جرحي وينكسر
وتهرّ أنت أمامي
مثل عمرٍ واختفى
مثل حلمٍ وانتهى
وأسقط
وأسقط
وأسقط
وتبكي الزوايا على حالتي
ويحزن على حزني النحيبُ
وأرى عينيك
في قطعة زجاجٍ صغيرة
فأحملها مثل الأميرة
وبلحظةِ حبٍ أرتعشُ
وأنتعشُ
وأنتفضُ
وأبتسمُ
ويعود ليَ الأملُ والحلمُ
وبسكرةِ الأملِ أذوبُ
من تكون
من تكون يا رجل؟
( من تكون يا رجل / ربيع دهام )
تعليقات
إرسال تعليق