الحجيج / شادية دحبور
الحجيج
طافت جموع الحمائم
حولها في غبطة
شعثاء غبراء مالها من زينةٍ
غير التقى بتلك الدار
وماتراها إلاملبيةً نداء
الواحد القهار
الشوط تلو الشوط حتى سبعةٍ
تدعو وتطلب الغفران
من ربها الجبار
تدنو إلى الحجر الأسعد
تقبل كعبة ربنا الغفار
يتساقط اللؤلؤ من أحداقها
ترجوه عفواً ومغفرةً بعظم
الاستغفار
ثم تروح بسعيها سبعةً أخر
بين الصفا والمروة لتذوق طعم
مرار
هاجر تئن من الظمأ
ووليدُها ،وكم به تحتار
بمكان قفرٍتركهما نبي الله
وكم استعرت به جذوات نار
لكنه كان به واثقا
فهو رب الكون ومالك الأقدار
ظلت في البراري ساعية
تدعو إلهاً لها وتعلم أنها ستجار
من حسن ظنها به كيف لا
وهو مجير من يشكو أي عثار
لم يأخذ منها القنوط مأخذا
فمن يوكل لله أمره
لم يجرؤ عليه مرار
نادته ناجته ياالله ارفق به
طفلي جف به العرق والأوتار
يارب ارحم ضعفنا ووهننا
وامنحنا خيرا تزورنا الأطيار
وإذا بها تعود لطفلها
الضرع جف والكون يلتهب
حولها بالنار
فإذابأصابع غضةٍ تخرج من بينها
أنهار
ماءٌ فراتٌ في وسط ثرىً
يلتهب قيظا متدفقا مدرار
أروت به طفلها وارتوت
وقالت زُمَّ يابركة ربنا
اليوم لنا في القفر أفضل دار
صار المكان بساطا ضاحكا
ومزار قوافل التجار والأطيار
هذا عطاء الله في الدنا
لكل شاكر فضله صّبار
وقبل يوم النحر يصعد جمعهم
جبل التوبة واسمه عرفات
يقضون يوما مستغفرين ربهم
شكراحمدا ثناءا وزيادة الصلوات
قبل الغروب يعودون ادراجهم
للمزدلفة حتى تقذف الجمرات
أما المبيت ففي مِنى
حتى اكتمال جمعٍ من طاعات
ويجيء يوم النحر ما أبهجه
فداء إسماعيل من رب السموات
هنيئا لكل من حج واعتمر
و نال رضى صاحب المحيا والممات
كل عام وجميعكم وأمتنا الإسلامية بألف خير
شادية دحبور/ الزعانين
فلسطين
تعليقات
إرسال تعليق