وَأَطِـيـرُ فِي أُفُقٍ (البحر الكامل) شعر : محمد صالح رحيمي

 وَأَطِـيـرُ فِي أُفُقٍ

                               (البحر الكامل)

شعر : محمد صالح رحيمي

كُتُبٌ يُغَلِّـفُــــها الْغُـــــــبَارُ بِـــــــرَفِّ

      كَيْفَ  اقْتَرَحْتِ بِأَنْ أَجُودَ بِحَــــرْفِي ؟

فَدَعِي فَمِي عِوَضَ الْيَرَاعِ مُعَـــبِّـــرًا

      فَالْكَوْنُ أَفْسَحُ مِنْ مِسَاحَةِ صُــحْـفِ

أَغْمَضْتُ عَيْنِي لَحْظَةً وَ فَتَــحْتُـــهَـا

      فَوَجَدْتُ مِنْــقَارًا يُجَـــــاوِرُ  أَنْــــفِي

وَ جَنَاحَ عُصْفُورٍ  يُـرَفْــــــــرِفُ كُلَّمَا

      حَرَّكْتُ - عَنْ قَصْدٍ - أَصَـابِــعَ كَفِّـي

وَ وَجَدْتُ لِي لُغَةً بِغَيْرِ بَلَاغـــــــــــةٍ

      وَ بِدُونِ نَحْوٍ أَوْ قَوَاعِدِ صَـــــــــرْفِ

لَكِنْ لَهَا سِحْرٌ يَسِــحُّ ،  وَرِقَّــــــــــةٌ

      كَصَــفِــيـرِ نَايٍ أَوْ كَنَــقْــــــــرَةِ دُفِّ

وَالْكَوْنَ مُنْفَتِحًا .. بِغَيْرِ رِتَاجَـــــــةٍ

      وَ بِلَا جدَارٍ أَوْ دِعَـــامَةِ سَـــقْــــــفِ

يَتَبَخْتَرُ الطَّاوُوسُ فِيهِ بِريــشِـــــهِ

      وَ يُلَاعِبُ الْفَرَسُ الرِّيَــاحَ بِعُــــرْفٍ

وَ تَطُوفُ مَا بَيْنَ الزُّهُورِ فَـــرَاشَــةٌ

      تَمْتَصُّ أَرْوَاقَ الرَّحِيـــقِ وَ عَـــــرْفࣱ

وَلَقَدْ تَـعَــرَّى الْوَرْدُ مِنْ أَكْـــمَـــامِـــهِ

      لَمْ يَخْشَ منْ لَمْسِ الْكُفُوفِ وَقَطْفِ

وتَبِيتُ تَحْلُمُ بِالْخُلُــودِ حَـــمَـــــــامَةٌ

      بَيْضَاءُ فِي عُشٍّ بَنَـــتْـهُ بِـجُـــــــرْفِ

وَسرحْتُ فِي أُفُقٍ أَمُـــــرُّ عَلَى الرُّبَى

      وَ عَلى الْحَدَائقِ وَ الْمُرُوجِ بِطَـــرْفِي

يَا فَرْحَتِي عَنْ نَاظِـــــرَيَّ بَعِــــيــدَةٌ.

      أَرْضٌ تُهَدِّدُهَا الْحُقُـــودُ بِقَـــصْـــــفِ

إِنِّي بِأُفْقٍ وَ النُّجُــــــومُ تَحُـــفُّـــــنِي

      وَالْبَدْرُ يَسْبَحُ فِي السَّحَائِبِ خَلْفِي

وَ أَصِيخُ أسْمَعُ لِلطُّيُورِ تصِيحُ بِي :

      مَرْحَى وَ يَا مَرْحَى بِأَكْـــــرَمِ ضَيْفِ

يَا لَلسَّعَادَةِ قَدْ وَجَدْتُ مُصَــــاحِبًا

      سَيَعِي وَ يَفْهَمُ مَا أُكِنُّ وَ أُخْـــــفِي

الرِّفْقَ أَيَّتُهَا الطُّيُورُ بِشَاعِـــــــــــرٍ

      أَلِفَ الصُّدُودَ مِنَ الْحَبِيــبِ وَ إِلْفِ

غَنِّي غِنَاءَكِ لِلْمُقِــيــمِ عَلَى الثَّرَى

      أَوْ رَدِّدِي خَلْفِي بِصَـوْتِــكِ عَزْفِي :

لَا شَيْءَ يَا إِنْسَانُ حَوْلَكَ فِي الدُّنَى

      يَدْعُو لِحَــرْبٍ بَيْنَنَا ، وَ لِعُــنْـــفِ

أَعَشِقْتَ ذِي الدُّنْيَا وَ إِنَّ مُرُورَهَا

      كَمُرُورِ حُلْمٍ فِي الْمَــنَـامِ وَ طَيْفِ ؟

سُحْقًا لِعِشْقٍ قَدْ  أَضَــــرَّ بِأُمَّـــــةٍ

      وَ الْعِشْقُ أَحْيَانًا عَلَامَـــــةُ ضُعْفِ

لَمَّا أَرَادَ النَّاسُ وَصْفَ طَـبِـيــعَـــةٍ

      قَدْ كَلَّفُواْ قَلَمَ الضَّــــرِيــــرِ بِوَصْفِ

يَا لَيْتَـهُـمْ طَارُواْ إِلَى أُفُـــقٍ عَلَا

      مِثْلِي  ،  أَوِ انْضَمَّ الْجَمِيعُ لِصَفِّي

قُلْ لِلَّتِي حُلُمِي تُضِرُّ بِظَــــــنِّــــهَا

      لَا غَرْوَ فَالطَّــيَــرَانُ لَيْسَ كَزَحْفِ

خُفٌّ يَهُزُّكِ وَ الْجَــنَاحُ يَهُـــــــزُّنِي

      شَتَّانَ مَا بَيْنَ الْجَــنَــاحِ وَ خُــفِّ

نَفْسِي عَلَى قِمَمِ الْجِبَالِ مُقِــيــمَةٌ

      لَا تُجْبِرِينِي أَنْ أَعُـــــودَ  لِكَــهْـــفِ

فَرِسَـــالَةٌ عَبْرَ الْأَثِــيـــــــرِ أَرَقُّ مِنْ

      أُخْـرَى عَلَى وَرَقٍ يُلَـــفُّ بِظَـــــرْفِ

محمد صالح رحيمي (المملكة المغربية )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة/ذكريات ورياح 💎 بقلم /طارق حسن السقا 💎

قصيدة/خاب فيك ظنى 💎 بقلم /طارق حسن السقا 💎

سهد وسهاد /راويه عقرباوي