خَيْرٌ الْبِشَارَة وَالْأَمَل بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت

 خَيْرٌ الْبِشَارَة وَالْأَمَل

بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت


نَفِيسٍ مِنْ لَفَائِف الْحَبّ وَالْمَوَدَّة ، عَلاَقات مجازها الطُّمَأْنِينَة وَالتَّقْدِير ، مَرَّت مِثْل الْحِلْم ، مِثْلَمَا سُرق الْأَمَل المتلفح بِشَجَرَة اللَّيْمُون ، فَرَحُه عَيْن أُمِّي النَّدِيَّة وَبِشَارَة الصَّبَّاح .


ظِل أَبِي المترنح أَسْفَل ظِلال الْمَغِيب ، عَائِدًا مِنْ الْعَمَلِ .


ضحكات اخواتي الرَّبِيعِيَّة ، واستراحة الْعَمَّة ونيسة عَامِلِة الْمَنْزِل ، عِنْدَمَا تَأْتِي مِنْ ابْتِيَاع الْأَغْرَاض .


شَجَرَةِ اللَّيْمُونِ ، تَلُم بِنَا الذِّكْرِيّ ، ونتشارك بِهَا كُلُّ الْأَحْلَام .


قَالَ عَنْهَا الْأَصْدِقَاء قَرِينَةٌ الْأَفْرَاح .


قَالَ عَنْهَا المتوجسين ، فَأَل الشُّؤْم .

إلَّا أُمِّي الَّتِي كَانَتْ تَقُولُ :


خَيْرٌ الْبِشَارَة وَالْأَمَل والعطاية مِنْهَا كَثِير ، وَذَكَرْت إخْوَتِي وَالْأَوْقَات السَّعِيدَة .


بَعْدَ انْقِضَاءِ الدَّهْر ، رَحَلْت الْحُرِّيَّة يَا أُمِّي ، ودهست أَقْدَام الْأَعَادِي بَيْتِنَا وَمَاتَت شَجَرَةِ اللَّيْمُونِ


أَنْظُرُ إِلَيْهَا مِنْ بَعِيدٍ ، بَعْد عَمْرًا تَعَدِّي الكهولة ورثي بِهَا الزَّمَن .


أتساءل بِكَ يَا أُمِّي وَأَنْتَ مِنْ الراحلين :


ماهي السَّعَادَة الَّتِى جَلَبَتْهَا شَجَرَةِ اللَّيْمُونِ ؟!


بَعْدَمَا رَحَل إخْوَتِي بِأَعْمَارِهِم الصَّغِيرَة ، وَصِرْت وَحِيدًا بِلَا أَبٍ وَأُمِّ واتساءل :

تُرِي ، مَاذَا تَقْدِرْه الْأَيَّام ؟ !


هَل تَعْلَمِين ؟ ! لَا أَسْمَعُ بِإِجَابَتِي إلاَ أصْواتَ البارود وَفَرْقَعَة الرَّصَاص .


حَتَّى هَذَا الجِذْر الْمُتَهَكَّم بِأَسْنَانِه الْبَارِزَة ، ذِكْرِي بَاقِيَةٌ مِنْ بَيْتِنَا الْقَدِيم . 

   ‎

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قدساه أبشري كلمات الشاعر محمد عبد العزيز

تبعتها /الهادي عباس

بالروح بالدم نفديك يافلسطين / عاطف محمود