جراح فلسطين : غسَّان الضمّان

 جراح فلسطين :

تلكم فلسطين يا أَعراب أُمّتِنا

أليس فيكم إلى الرحمن مَن خشعا

فذي فلسطين أولى القبلتين هدى

والجمع منّا لتاج الكفر قد خضعا

طير جريح نزيف للدِّما غدقا

أشباله لا تهاب الموت إِنْ وقعا

نهر الدِّماء يسيل اليوم منسكبا

من مقدس العُرب والتَّرتيق مانفعا

والشامخات ثكالى تحتسي غضبا

وكفُّها لجبين الوجه قد نَزَعا

إمّا رأوا الطفل يُذبح بين أيديهم

أهكذا الله ربّ العرش قد شرعا ؟

لله ما أتعس الأَعْرَاب من أُمَم 

ما فيهم الحُرّ للأخلاق قد رجعا

عدوُّنا نهم للأرض يقضمها

أنتم ولا منكمُ للذَّود مَنْ هرعا

ويحتسون دماء الطُّهر في بلد

عانى من القهر ، أو مِنْ راحة مُنِعا

ها كم نرى القدس تُطوى تحت أرجلهم

يدنِّسون بها الأقداس والرَّبَعا

كما بجلَّق أو بغداد قد حلموا

ولا بأعرابنا للغدر مَنْ مَنَعا

والقدس تُحتلُّ ممّن ليس تلبسهم

إلّا الرذائل والإجحاف والخدعا

هم يبطشون بنا والحقد يجمعهم

وليس في العُرْب مَنْ للظلم قد دفعا

لم يتركوا للعذارى ثوب عفَّتهم

وليس في محفل الأَعْرَاب مَنْ قمعا

وينثرون بقايانا إلى هِرَرٍ 

وهم كلاب وكم من نهسهم ضَلِعا

عدوانهم قذر لا رحمة بهم

وكم من العُرْب للتَّطبيع قد هَرَعا

فكم يباهوا بعدوان على بلد

حُرٍّ أبيٍّ ومنهم سُمَّ قد جرعا

تطبيع أعرابنا أسدى لهم نهما

على اقتضام ربوعا والحِمى خضعا

ياويلكم  !  أبهذا ترتقي أمم ؟

أهكذا الله في قرآنه شرعا ؟

وللحِوارإذا يوما نبادركم

فالكلُّ منكم وفي إفصاحه نَطَعا

ياويحكم  !  أين أنتم مِنْ ثرى بلد

روى ثراه دم الأطفال ما نَقَعا

أبناؤنا في ربوع القدس قد ذُبِحوا

وجُلُّكم في مغاني الرَّقص قد هجعا

وما الملاهي وإلّا قد حفلن بكم

ولا بكم لثكالى الحرب مَنْ نفعا

والله بين الورى لم تحصدوا شَرَفا

وليس منكم لفعل الخير قد زرعا

فأين أنتم من الأشراف ياعَرَبا ؟

قد بعتم الأرض والأَعْراض والمُزَعا

كفى هراء فأنتم بعض شرذمة

كم مِنْ عذارى غدت مِنْ جهلكم سُلعا

...........................................

بقلمي : غسَّان الضمّان