قصة قصيرة : بقلم الكاتب حسام الدين أحمد
❤️ سعاد ❤️
قصة قصيرة : بقلم الكاتب حسام الدين أحمد
قراءة ممتعة ...
لم يستطِع إخفاء مشاعره! فقام مبكراً واغتسل ولبس بدلته الرسمية ذات اللون الأسود، وهو اللون الذي تحبه زوجته، ولم ينسى باقة الورد، التي اعتاد شراؤها من كشك (المحبة) ذات الألوان الزاهية، فهذا ما تحبه وتعشقه فيه سعاد.
ولكن اليوم عنده مختلف، فقد جمع سالم من مصروفه اليومي بعد أن اقتصد حتى في طعامه، واشترى لها هديتها التي لطالما حلمت بها، ولكن بعد معاناة دامت أعوام وتوجت بعقد اللؤلؤ.
أوقد شموعه ... فهذه الساعات عنده مميزة. إنه تاريخ زفافهما.
وزين غرفته وتعطر، وهو ينظر للمرآة، وينظر لوجهه وشعره، ويتمتم بشرة ناعمة وشعر أسود ومنظر لائق، فستسر حبيبتي، فهي من صنعت أَناقتي وإحساسي.
مسك وردته الحمراء .. وهو يحاور نفسه سأقبل يدها وآخذها للتنزه بين الأشجار والزهور ونجلس في حديقة منزلنا، فهي تعشق الطبيعة.
وطُرِق الباب فسار مسرعاً لمسك يدها ... وأخذ يقبلها، ولشدة انفعاله سقطت الوردة الحمراء من يده، وإذا به يتفاجأ بصوت جاره ... يا عمي أنا جارك .. أبو سمر ... أرجوك أترك يدي ... أرجوك ... لا بأس ... هذه نظارتك قد وقعت منك بالأمس قرب بابنا ... حين كانت تمطر.
فأخذ نظارته وأغلق الباب وذهب للمرآة ... ولبسها وأخذ يتلمس وجهه ويداه ... ويتمتم وهو يمسح دمعه ... سعاد ... سعاد.
ورمى نظارته وأخذ يقبل عقد اللؤلؤ، فاليوم هو العام الرابع والعشرين لرحيلها.
الأديب حسام الدين أحمد
كاتب شعر قصة رواية مقالة
باحث في الأدب المعاصر
البلد العراق بغداد
تعليقات
إرسال تعليق