صدى أمس الغد عزالدين الشابي

 صدى أمس الغد

مدخل 

الحداثة و المدنية في مفهوميهما 

المعاصر اسلاميان بالنشأة عربيان بالاساس 

كيف نحقق ذلك 

هناك أفكار أو توجهات لم يتفطن إليها مثقفونا لحد الآن وهي كيف يرسم ادبنا العربي اليوم وجه غدنا بارادتنا لا صدفة أو اعتباطا 

هل يمكن ان يصبح ما نكتبه اليوم استشرافيا ولماذا 

هل يمكن ان يساهم ما نفكر فيه اليوم وما نكتبه من مقالات أو اشعار أو دراسات أو ادب أو قصص أو سيناريوهات أو مسرحيات أو أفلام أو أي انتاج فكري أو فني  لبنة تساهم  في تحديد ملامح لا حاضرنا فحسب بل حتى  مستقبلنا  

وهذا المفهوم على اهميته لم يتطرق له بصراحة او قصد مسبق  لحد علمنا  المتواضع  أي فريق أو مجمع أو مجلة أو أتجاه  

لماذا لا نشرع  في استنباط نمط فكري عربي استشرافي يمكننا من تناول مواضيع اقرب لغدنا من امسنا والسق بمستقبلنا اكثر منه لحاضرنا 

لماذا لا نوجد مجالات فكرية  تحاول تناول ما سيصبح في مسستقبل قريب  

  * أمس غدنا العربي *

أو * صدى لأمس غدنا القريب * وحتى غدنا البعيد لماذا لا ننتج

أثارا فكرية مكتوبة او مصورة أو مجسمة على الركح نحاول من خلالها رسم ملامح فكر عربي مستقبلي يتجاوز صعوبات الآن وهنا في الواقع  العربي 

لماذا لا نفتح للادب والفكر والفن العربي مناهج جديدة استقرائية تعطي للاستشراف مجالات ارحب وتمكن الانسان العربي من التحليق في فضاءات اوسع عبر مخيال اكثر جرأة وتبصرا  لماذا لا يتجاوز فكرنا حدوده التقليدية  لماذا لا يتناول تصورنا ومخيالنا ما نصبو إليه من توق للأفضل والأجمل والاحسن والاجود والامتن والاجدر بنا والاقرب لطموحاتنا  أو ما يبدو لنا اليوم  صعب المنال أو عصيا أو مستحيلا  ما يمنعنا يا ترى  من الحديث عن فلسطين بعد تحررها لماذا لا نتخيل امتنا العربية في حال اكثر حسنا من الآن لماذا لا نستبق  الأحداث لنتحدث عن أمة عربية تطورت في مجالات علمية نستلهمها من الاعجاز القراني في ميادين عدة 

ما المانع من ان يشرع بعضنا في رسم واقع عربي اكثر تطورا و تقدما مع المحافظة على اصالتنا وبذلك نجمع بينها وبين التفتح وننتج مجالات إبداعية وفكرا عربيا تقدميا متطورا جدا 

لماذا لا نشجع ادباءنا وشعراءنا وكتابنا وفنانينا ومبدعينا على تجاوز المعهود و نوجههم الى الابتكار الادبي والفكري والفني لانماط فكرية ونصية وابداعية جديدة نشجع عبرها القصائد الطلائعية والنصوص المجددة والاراء الحلاقة  قدر الإمكان والتي تعرض انماطا ثقافية غير معهودة أو متداولة  تبعدنا عن التقليد والرتابه والاتباع الخطي لما هو سائد  بلا افراط ولا تفريط يكفي ان نتحلى بقليل من الجراة

 والشجاعة والايمان بمستقبل عربي أفضل ونؤمن بوجوب التطلع للتحديث والمدنية علما ان هذين الخطين عربيان أصلاً ومفصلا لذلك سمي كلام رسولنا الأكرم حديثا لايمانه أكثر من غيره بالتحديث وتحولت يثرب الى المدينة بموافقة نبينا محمد والذي كان أول من ركب على متن براق  أكثر تطورا  من أي صاروخ صنع أو سيصنع ولم يستغرب أو يستنكف مما من الله به عليه من نعم علمية فائقة التطور ليكون رسولا لأحدث دين ينادي الى  التقدم  والتحضر والتمدن والانشاء  من أنشأ الله السحابة أي علاها ورفعها

عزالدين الشابي