كورونا /بقلم محمد دومو

 كورونا في الأحلام!


بعدما اجتاح فيروس كورونا (covid19) كل بقاع الأرض، وحصد من الأرواح ما لا يحصى ولا يعد، ما لا تحصده الحروب وحوادث السير في الطرقات، وبعد فشل بني البشر في العثور على اللقاح الفعال لمحاربة هذا الفيروس الجديد..

    أصيب الإنسان بمجموع إحباطات وقلق ووساوس على جميع المستويات.

النفسية منها والاجتماعية والاقتصادية. وأصبحت معظم مواضيع الناس في كل أنحاء العالم، لا تتكلم إلا على هذا استفحال هذا الوباء المبهم، الغادر والفتاك..

    وعلى إثر هذه الأحداث، وفي ليلة من ليالي هذه المعضلة، اذ كنت فيها قبل النوم جد مضطرب نوعا ما، منزعج من أوضاعي الاجتماعية التي أصبحت أعيشها جراء هذا الوباء، عشت حلما فريدا من نوعه! 

وتتمحور قصة هذا الأخير،على تضامن مختلف عن باقي التضامنات المعهودة.. لقد خطرت ببال جميع الفيروسات والكائنات الأخرى، فكرة تلقين ومعاقبة هذا الانسان الشرير من طبعه، وإخضاعه إلى نهج الطريق الصحيح، وإلا فستكون العواقب كارثية على مستقبل وجوده على هذا الكوكب الأزرق الجميل..

    فبعدما أصبح هذا الإنسان الأناني يتدخل، بمجموع تهورات غير مسؤولة، في إقصاء الكائنات الأخرى، وأصبح أيضا يدمر الطبيعة بشتى أشكال التخريب، دون مراعاة خطورة هذا السلوك الغير إنساني بثاتا..

    اتحدت كل الفيروسات، وباقي الكائنات الأخرى الغير مرئية، من نهج خطة ناجعة تجعل هذا المتهور بأفعاله في وضعية لا يحسد عليها؛ إذ وضعته بين خيارين!

   -إما الاستقامة والتراجع عن أفعاله المدمرة لجميع المكونات المهيكلة للطبيعة في هذا الكوكب، والسير بعقلانية ومسؤولية نوعا ما في مسار حياته…

  -وإما أن يكون، بتهوره الجد مبالغ فيه، هو المسؤول الأول والأخير على انقراضه من هذه الأرض، والتي لطالما احتضنته، وصبرت كثيرا على تمرده، حتى وصلت حالتها الآنية الى ما تعانيه من عدم  توازنها على مستوى المكونات الطبيعية... 

    فبقي هذا الإنسان حائرا يفكر، تائها في إختيار نهجه البديل، هرعا الى حد الخوف من هذه الكائنات الغير مرئية والضعيفة جدا، فأخذت الحكومات والباحثين والمهتمين.. وتوالت المجهودات، ثم أخذوا يدرسون مجموعة سيناريوهات للعيش بسلام الى جانب هذه الكائنات، بحيث أصبح وجود الإنسان  قاب قوسين أو أدنى من الزوال.. فلزمت عليه نهج الخضوع والمصالحة مع نفسه ومع الطبيعة بشكل عام.. 

    وبعد كل هذا الإضطراب الحاصل، أصبح الإنسان ينتظر قرارات وأحكام أصحاب القرار لهذه الفيروسات…

فلأول مرة أجبر فيها هذا الإنسان للخضوع، بعدما كان متحكما يصول ويجول بأفعاله المشينة واللا مسؤولة..

    وبعد مرور حقبة زمنية طويلة على خضوعه والتزامه.. لاحظت، فيها هذه الكائنات، عودة هذا الإنسان إلى صوابه بنسب عالية جدا على جميع الأصعدة، وبعد دراسة هذا الأمر من الهيئات المهتمة لهذه الكائنات.. 

زال فيروس كورونا بشكل تدريجي، فاستقرت الأوضاع ولكن بصفة غير نهائية. ثم أصبحت كل الفيروسات الأخرى، المعروف منها والغير معروف، متحدة ومستعدة للحلول بين أوساط هذا الإنسان ثانية وتدميره، بلا شفقة ولا رحمة، إذا ما ساهم في استفزازها وتفعيلها..

    وهكذا أخذت الطبيعة تحمي نفسها من كائن أناني لا يفكر إلا في نفسه، معلنة هذه الأخيرة شعارها الجديد والمنصف لجميع المخلوقات: **الحياة في الأرض للجميع وإلا الفناء**…

    وبعد قضاء ليلة نوم مضطربة بحلمها هذا، ها أنا أستيقظ من النوم، وكلي تساؤلات.. عديدة في مضامينها ومتنوعة في سيناريوهاتها.. لا أعرف ما أقوله!

المهم من كل هذا وذاك، لقد كان مجرد حلم مزعج لا أقل ولا أكثر من ذلك...


-بقلم: محمد دومو

-مراكش/المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصيدة/ذكريات ورياح 💎 بقلم /طارق حسن السقا 💎

قصيدة/خاب فيك ظنى 💎 بقلم /طارق حسن السقا 💎

سهد وسهاد /راويه عقرباوي