تائه /بقلم علي الوباري
تائه
قف أيها البعيد
عند محطة الوهم
لن تكون هنا
ولن تكون هناك
سينقطع بك نفسك المحموم
وأنت تجري وراء الوهم
تسلق سلم الغباء
وتشدق بكلمات زخرف
السحابة تمطر
تروي التراب
الشجرة الخضراء
تثمر للغذاء
الطريق يعبد بأيدي عارية
وأنت ما زلت مرتدي
ثوب التهتك
استر أو لا تستر
فأنت تمشي عاري
الجسم بلسانك المدود
في الفضاء
هكذا هو السراب
يوهمك عند الترقب
ويتضح عند التأمل
كم حاولت أن تكون
غيمة بيضاء للأغبياء
وفي العمق سحابة سوداء
تتبدد أمام الشمس
كم وزعت هداياك
بالكلام وكذبت بالأقوال
مثلت على مسرح
خشب بدون أعمدة
أنظر إلى الشهيق
والزفير
سينقطع النفس عن قريب
تعلو وجهك ابتسامة ملونة
مرسومة بألوان الليل
تسابق نفسك سعيا
للظفر بما فوق السحاب
ويدك ملوثة ببقايا
الوحل
هكذا هم الواهمون
يرتدون القش
تتناثر أمام الهواء
يتكلمون بالصراخ
ويتذللون للمقاعد
يتجردون من الوجوه
وتعريهم أشعة
الشمس
يبتسمون بثغر قبيح
وكلمات نابية
لا صدى لها.
علي الوباري
تعليقات
إرسال تعليق